نواف بن توفيق العبيد
كنت أقلب النظر في كتاب محاسن الدين الإسلامي للعلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي وأتأمل في ما ذكر من محاسن الدين الإسلامي وجماله في جميع التشريعات الإسلامية في جميع مجالات الحياة فتعجبت مع كوني متخصص في المجال الشرعي من روعة ما ذكر فمما قال : – يرحمه الله – “لقد حوى دين الإسلام من المحاسن والكمال والصلاح والرحمة والعدل والحكمة … ما يعجز الإنسان مهما أوتي من البيان عن التعبير ما احتوى عليه هذا الدين من الجلال والجمال والكمال “فقلت وفي خضم ما يتعرض له الإسلام بين الفترة والأخرى من تشويه لتشريعاته وإدخال ما ليس منه فيه قلت أين نحن من بث هذا الجمال والكمال في المجتمع كلاً حسب مجاله الوالدان في البيت، والمعلم في المدرسة، والخطيب على المنبر، والإعلامي في وسيلته ليكون ما يبث مصدر عز وفخر للناشئة وعلم لهم ما هو من الإسلام وما ليس منه لسلامة من الأفكار المنحرفة.
بالنظر لما ذكر أيضاً ” فدين أصله الإيمان بالله وثمرته السعي في كل ما يحبه و يرضاه … هل يتصور أن يكون دين أحسن منه وأجل وأفضل، فهو يأمر بكل حق ويعترف بكل صدق يأمر بمحاسن الأعمال ومكارم الأخلاق ومصالح العباد ويحث على العدل والفضل والرحمة والخير ويزجر عن الظلم والبغي ومساوئ الأخلاق” قلت فأين من يطعن في هذا الدين وجماله من هذه الأشياء وهل يستطيع نفيها عنه بالدليل والبرهان ولعل من أهم منافع نشر محاسن الدين الإسلامي ما ذكره -رحمه الله- فقال: “واعلم رعاك الله أن محاسن الدين الإسلامي عامة في جميع مسائله ودلائله وفي أصوله وفروعه فلا يخلو حكماً من الأحكام بالتحليل أو التحريم إلا وفيه حسنة ومنفعة للفرد والمجتمع فأوامره ونواهيه كلها عدل لا ظلم فيها فما أمر بشيء إلا وهو خير خالص أو راجح وما نهى إلا عن الشر الخالص أو الذي مفسدته تزيد على مصلحته” قلت نعم وربي لمن قرأت بتجر لتشريعات هذا الدين وحكمه والتحدي قائم على إثبات خلاف ذلك فمن خلال هذه الكلمات ألفة الانتباه إلى الاهتمام بهذا الأمر فكل مسلم مسؤول عن الدفاع عن الدين الإسلامي من خلال إظهار محاسنه وكماله وصلاحه لكل زمان ومكان ليقطع الطريق على كل مغرض يريد تشويه الدين الإسلامي أو من يريد إدخال ما ليس من الدين فيه وإن كان هذا الدين محفوظ من عند الله.