تراجعت الثروة الصافية للملياردير إيلون ماسك إلى أقل من 400 مليار دولار لأول مرة منذ شهرين، متأثرة بانخفاض حاد في سعر سهم “تسلا”.
وانخفضت أسهم شركة السيارات الكهربائية بنسبة 27% منذ بلوغها أعلى مستوى منتصف ديسمبر، وسط توقعات باستفادة الشركة من علاقة ماسك القوية مع دونالد ترمب.
وتمثل أسهم “تسلا” والخيارات المرتبطة بها 60% من ثروة ماسك، التي بلغت ذروتها عند 486.4 مليار دولار في 17 ديسمبر عقب فوز ترمب بالانتخابات، وفقاً لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات.
وشهد الأسبوع الماضي أسوأ أداء لسهم “تسلا” منذ أكتوبر، مع تراجع بنسبة 11% بعد بيانات مبيعات ضعيفة. وانخفضت عمليات التسليم في ألمانيا بنسبة 59%، بينما تراجعت المبيعات في الصين 11.5% مقارنة بعام 2024، نتيجة احتدام المنافسة مع “بي واي دي”. واستمر السهم في التراجع لليوم الرابع على التوالي، ليغلق الاثنين عند 350.73 دولاراً، منخفضاً 3%.
ماسك والسياسة الأمريكية
أدى تحول ماسك السياسي إلى ارتفاع أسهم “تسلا” بعد الانتخابات، حيث ركّز الملياردير البالغ من العمر 53 عاماً على الشأن السياسي في واشنطن منذ تولي ترمب السلطة.
وخلال الأسابيع الأولى من الإدارة الجديدة، قاد ماسك جهود خفض التكاليف الحكومية، بما في ذلك تقليص ميزانية الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ومراجعة بيانات المدفوعات في وزارة الخزانة، إضافة إلى قيادة حملة لتقليص القوى العاملة الفيدرالية عبر تقديم تعويضات مالية للمستقيلين.
القيمة الحقيقية لـ”تسلا”
لم تتحقق بعد آمال المستثمرين في دعم إدارة ترمب لـ”تسلا” من خلال تعديلات ضريبية أو إقرار معايير جديدة للقيادة الذاتية.
وفي مذكرة صادرة عن محللي “روبرت دبليو بيرد”، أشار ماسك إلى أن القيادة الذاتية الكاملة تمثل “القيمة الحقيقية” لـ”تسلا”، لكن المحللين أصبحوا أكثر تحفظاً بشأن قطاع سيارات الأجرة ذاتية القيادة، خاصة بعد أن أزالت الشركة توجيهاتها الإنتاجية خلال إعلان نتائج الربع الرابع.
تنوع ثروة ماسك
لا تزال “تسلا” تشكل الجزء الأكبر من ثروة ماسك، التي تبلغ حالياً 394.6 مليار دولار، إلا أن انخفاض قيمة أسهمها، إلى جانب التمويلات القياسية لشركاته الأخرى مثل “إكس إيه آي” و”سبيس إكس”، أدى إلى تراجع وزنها النسبي في ثروته. وتبلغ قيمة حصة ماسك البالغة 42% في “سبيس إكس” نحو 136 مليار دولار، ما يعادل قيمة أسهمه في “تسلا” عند إغلاق السوق.
في الوقت نفسه، يقود ماسك تحالفاً استثمارياً يسعى للاستحواذ على “أوبن إيه آي”، مطورة “تشات جي بي تي”، مقابل 97 مليار دولار، وفقاً لـ”وول ستريت جورنال”. ومع ذلك، رفض الرئيس التنفيذي سام ألتمان العرض في منشور عبر منصة “إكس” المملوكة لماسك.