بعد خمس سنوات من التأثيرات العالمية لجائحة كوفيد-19، التي تسببت في إغلاق الدول وتفاقم عدم اليقين الاقتصادي، بالإضافة إلى فقدان ملايين الأرواح، توصلت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية إلى اتفاق بشأن مسودة “معاهدة خاصة بالجائحة”.
تهدف هذه المعاهدة إلى تحديد المبادئ التوجيهية لكيفية استعداد المجتمع الدولي لمواجهة الأزمات الصحية العالمية المستقبلية.
تحت إشراف منظمة الصحة العالمية، تم تكليف الدول بإعداد هذه المعاهدة في عام 2021 بعد الاستجابة غير الكافية للجائحة.
اقرأ أيضًا: الجلاجل ووزير التجارة الخارجية الفرنسي يوقعان مذكرة تفاهم
وبدءًا من صباح اليوم الأربعاء، اختتمت المفاوضات حول الاتفاقية، التي من المتوقع أن يتم اعتمادها خلال الشهر المقبل في الاجتماع السنوي لمنظمة الصحة العالمية في جنيف.
وأعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، عن إشادته بهذا التقدم، معتبرًا إياه لحظة تاريخية، مشيرًا إلى أن الدول أثبتت أنه “في عالمنا المنقسم، لا يزال بإمكان البلدان العمل معًا من أجل استجابة مشتركة”.
على الرغم من ذلك، لم يشارك المسؤولون الأمريكيون في هذه المفاوضات بعد قرار الرئيس دونالد ترمب بسحب بلاده من منظمة الصحة العالمية في يناير 2021.
ومن غير المتوقع أن توقع الولايات المتحدة على المعاهدة، كما أن البحث والتطوير الأمريكي كان له دور بارز في تطوير اللقاحات والأدوية الأكثر فعالية خلال جائحة كوفيد-19.
وفيما يخص موقف الأرجنتين، أعلن الرئيس خافيير ميلي عن انسحاب بلاده من المنظمة، مشيرًا إلى وجود “خلافات عميقة” مع وكالة الأمم المتحدة.
من جانبها، اعتبرت راشيل كروكيت من “مبادرة أدوية من أجل الأمراض المهملة” أن مسودة المعاهدة هي “نتيجة تسوية”.
ورغم أنها تضمنت أحكامًا قوية، إلا أنها تعتمد على قرار الدول في تنفيذها. وأضافت أن هذا قد يساعد في تجنب المشكلات التي شهدناها خلال الجائحة، عندما فشلت بعض الفئات السكانية في الحصول على الاحتياجات الأساسية.
أحد النقاط البارزة في المسودة هو البند الذي يضمن أن الدول التي تشارك عينات فيروسية هامة ستتمكن من الوصول إلى الاختبارات والأدوية واللقاحات المنتجة منها، مع تخصيص منظمة الصحة العالمية ما يصل إلى 20% من هذه الإمدادات لضمان توفيرها للدول الأشد فقراً.
من المتوقع أن تستمر المفاوضات حول هذا البند بعد أن تتم الموافقة على المعاهدة من قبل الدول الأعضاء في مايو المقبل.