الوئام – خاص
بعد أقل من 10 سنوات على إطلاق رؤية 2030، تتحدث الأرقام عن إنجازات غير مسبوقة، وضعت السعودية بثبات على خارطة الاقتصادات العالمية المتنوعة، وسط إشادات واسعة من مؤسسات مالية دولية.
خارطة طريق اقتصادية
وفي السياق يرى محمود جمال سعيد، الباحث الاقتصادي، أن رؤية 2030 تجاوزت كونها خارطة طريق اقتصادية لتصبح مشروعًا لإعادة تعريف التنمية في السعودية، موضحًا أن “الرؤية خلقت ديناميكية جديدة تعتمد على الابتكار وريادة الأعمال، وقللت بشكل واضح من الاعتماد على النفط”.
وأشار إلى أن “الإصلاحات الهيكلية مثل تمكين القطاع الخاص وإطلاق المناطق الاقتصادية الخاصة، استقطبت استثمارات أجنبية قياسية”.
ويقول “جمال سعيد”، في حديث خاص لـ”الوئام”، إن ما يميز هذه الرؤية هو تركيزها العميق على الاستدامة، سواء عبر مشاريع الطاقة المتجددة، أو عبر تعزيز جودة الحياة ببرامج ثقافية وترفيهية جعلت المملكة نقطة جذب للكفاءات العالمية”.
إنجازات تروي قصة نجاح
ويضيف الباحث الاقتصادي، أن الناتج المحلي الإجمالي للأنشطة غير النفطية زاد بنسبة تصل إلى نصف الناتج المحلي الحقيقي، فيما تراجع معدل البطالة بين السعوديين إلى 7.1% في النصف الأول من 2024 مقارنة بـ12.8% عام 2016، مع ارتفاع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل إلى قرابة 36%.”.
الاستثمار الأجنبي
ويشير جمال سعيد، إلى أن ملكية المستثمرين الأجانب سجلت في سوق الأسهم ارتفاعًا وصل ذروته في مارس الماضي ليصل إلى 16.74%، كما حافظت المملكة على معدل تضخم منخفض بلغ 1.6%، وهو الأدنى بين دول مجموعة العشرين، واستقطبت أربع مناطق اقتصادية جديدة استثمارات تجاوزت 50 مليار ريال خلال عام واحد.
إنجازات محورية
ويستطرد: “صندوق الاستثمارات العامة قاد عملية التنويع الاقتصادي عبر ضخ استثمارات في قطاعات التكنولوجيا والسياحة والطاقة المتجددة.
كما أطلقت المملكة مبادرات استثمارية بقيمة 6.4 مليار دولار في تقنيات المستقبل، وأسست “مسرعة الذكاء الاصطناعي” لدعم الابتكار وريادة الأعمال.
وفي الثقافة والترفيه تضاعف عدد المواقع الترفيهية، وقفزت المملكة إلى المرتبة 16 عالميًا في تقرير التنافسية الدولية لعام 2024.
إشادات عالمية
ولفت إلى أن المؤسسات المالية العالمية أشادت بإنجازات رؤية 2030 وتوقع جولدمان ساكس أن ينمو الاقتصاد السعودي بنسبة 5.2% بحلول 2026، معززًا مكانة المملكة كوجهة استثمارية جذابة.
أما مورجان ستانلي فقد رصد توسعًا ملحوظًا في القطاع غير النفطي بدعم من استثمارات صندوق الاستثمارات العامة، متوقعًا وصول الإيرادات غير النفطية إلى 300 مليار دولار سنويًا بحلول 2030، بينما يتوقع صندوق النقد الدولي أن السعودية ستصبح ضمن أكبر 15 اقتصادًا بحلول 2030.
مستقبل واعد
ويختتم الباحث الاقتصادي حديثه: “تتجه التوقعات إلى تحقيق قفزات اقتصادية إضافية ووصول الناتج المحلي إلى 3 تريليون ريال بحلول 2030، وارتفاع مساهمة القطاع الخاص إلى 65% من الناتج المحلي، وجذب 150 مليون سائح دولي سنويًا عبر مشاريع سياحية عملاقة، وتوفير أكثر من مليون فرصة عمل جديدة في القطاعات غير النفطية”.