في واقعة صادمة أثارت موجة واسعة من الغضب الشعبي، أصدرت محكمة جنايات دمنهور بمحافظة البحيرة في مصر، حكمها بالسجن المؤبد لمدة 25 عاماً ضد المتهم في قضية الاعتداء على الطفل ياسين، المعروف إعلامياً بـ”طالب دمنهور”، والذي لم يتجاوز الخامسة من عمره.
وأكد عصام مهنا، محامي أسرة الطفل، أن تقرير الطب الشرعي جاء حاسماً، وأثبت وقوع الاعتداء بشكل لا لبس فيه.
وأضاف أن الطفل تعرف على الجاني خلال جلسات المحكمة، ما عزز من موقف الادعاء.
وأشار المحامي إلى أن أسرة ياسين، وعلى رأسها والدته، خاضت معركة قانونية وإنسانية استمرت عاماً كاملاً، سعياً لتحقيق العدالة ومحاسبة المعتدي.
وأوضح أن المحكمة قررت التحفظ على المتهم حتى صدور الحكم النهائي.
واقعة هتك عرض الطفل ياسين وتفاصيل التحقيق
القضية تعود إلى فبراير 2024، حين تفجّرت تفاصيل صادمة عن تعرض الطفل ياسين لهتك عرض داخل دورة مياه مدرسته الخاصة للغات بمدينة دمنهور، من قبل أحد المسؤولين بالمدرسة، وهو رجل مسن يبلغ من العمر 79 عاماً يُدعى “ص. ك”، وذلك بمساعدة إحدى العاملات.
عقب الحادث، سارع ولي أمر الطفل بتقديم بلاغ رسمي إلى النيابة العامة، التي باشرت التحقيقات على الفور وأحالت الملف إلى محكمة الجنايات، حيث بدأت أولى جلسات المحاكمة.
وخلال جلسة المحاكمة التي عقدت بحضور المجني عليه وأسرته، إضافة إلى المتهم ومحاميه، وشهود الواقعة، استمعت هيئة المحكمة إلى كافة التفاصيل والقرائن التي دعمت إدانة المتهم.
تفاعل واسع حملة تضامن مع الطفل ياسين
الشارع المصري لم يقف صامتاً أمام الجريمة، حيث انطلقت حملة تضامن واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم “حق ياسين لازم يرجع”، عبّر من خلالها الأهالي وأولياء الأمور عن غضبهم ووقوفهم إلى جانب الضحية.
تحركات حكومية ومحاسبة إدارية لإدارة مدرسة الطفل ياسين
وبعد صدور الحكم، أعلنت وزارة التربية والتعليم عن اتخاذ إجراءات فورية شملت إقالة مديرة مدرسة الكرمة الخاصة بدمنهور، حيث وقعت الجريمة.
كما تم تشكيل لجنة لمراجعة كافة أعمال المدرسة ورفع تقرير عاجل حول الواقعة، في خطوة تؤكد على مبدأ المحاسبة وعدم التسامح مع أي تهاون في حماية الطلاب.
القضية التي هزت وجدان المصريين، أعادت تسليط الضوء على أهمية الرقابة داخل المؤسسات التعليمية، وضرورة توفير بيئة آمنة للأطفال.