في خطوة تعكس متانة العلاقات الثنائية ومكانة المملكة العربية السعودية على الساحتين الإقليمية والدولية، اختار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الرياض لتكون وجهته الخارجية الأولى للمرة الثانية خلال فترتيه الرئاسيتين، في دلالة واضحة على التقدير الأمريكي العميق لثقل المملكة السياسي ودورها الفاعل في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
92 عاماً من الشراكة الوثيقة
شهدت العلاقات السعودية – الأمريكية تطوراً متسارعاً على مدى 92 عاماً من التعاون المثمر، تأسس على الاحترام والثقة المتبادلة.
ويُعد اللقاء التاريخي بين الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت على متن الباخرة “كوينسي” عام 1945 محطة محورية أرست قواعد الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، والتي تعززت عبر العقود في مختلف المجالات.
تقدير للقيادة السعودية وتشاور حول القضايا المشتركة
وتعكس زيارة الرئيس الأمريكي تقديره الكبير لولي العهد الأمير محمد بن سلمان وحرصه على تعزيز قنوات التواصل مع القيادة السعودية الرشيدة، للتشاور حول الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ومواجهة التحديات المتصاعدة التي تشهدها المنطقة في ظل المستجدات الدولية المتسارعة.
زيارات قيادية أسست لتقارب وثيق
وأسهمت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الولايات المتحدة عام 2015، إلى جانب الزيارتين التاريخيتين اللتين أجراهما ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في عامي 2016 و2018، في ترسيخ دعائم العلاقات الاستراتيجية بين الرياض وواشنطن، انطلاقاً من المصالح المتبادلة بين البلدين في المجالات السياسية، الدفاعية، والاقتصادية.
توافق سياسي ورؤية اقتصادية مشتركة
ترتبط المملكة والولايات المتحدة بعلاقات راسخة تستند إلى مبادئ ومصالح مشتركة، وسياسة خارجية تتسم بالتوازن والعمل المشترك، مع توافق واسع في وجهات النظر حول أبرز قضايا المنطقة والعالم.
وتبرز الرغبة المتبادلة في تعميق التعاون الثنائي، خاصة في المجال الاقتصادي، انسجاماً مع مستهدفات “رؤية المملكة 2030”.
بحث الأولويات وتوسيع مجالات التعاون
وتأتي زيارة ترمب في إطار تعزيز الشراكة الاستراتيجية واستكشاف فرص جديدة للتعاون في شتى المجالات.
وتُركز اللقاءات الثنائية على مناقشة أولويات المرحلة المقبلة، بما يعزز الاستقرار والازدهار في منطقة الشرق الأوسط، ويسهم في بناء بيئة سياسية واقتصادية أكثر توازناً.
حجر الزاوية للأمن الإقليمي
وتُعد الشراكة السعودية – الأمريكية ركناً أساسياً في منظومة الأمن الإقليمي، إذ تجمع البلدين رؤية مشتركة نحو شرق أوسط يسوده الأمن والاستقرار والتنمية، مع الالتزام المشترك بحل النزاعات بالوسائل السلمية وتقديم الدعم الإنساني والاقتصادي للدول الأكثر احتياجاً في المنطقة.
تحالف راسخ في مكافحة الإرهاب
ويُشكّل التعاون بين المملكة والولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف أحد أبرز أوجه الشراكة الاستراتيجية.
وقد أثمر هذا التنسيق المتواصل عن نجاحات مهمة في تفكيك التنظيمات الإرهابية وتحييد خطرها، مما عزز أمن المنطقة والعالم بشكل كبير.
تواصل مستمر ودعم استثماري متبادل
حظيت المملكة بأولوية واضحة لدى الإدارة الأميركية، إذ كانت أول وجهة خارجية للرئيس ترمب، كما كان ولي العهد من أوائل القادة الذين تواصل معهم الرئيس الأمريكي عقب توليه المنصب.
وفي المقابل، بادرت المملكة بإعلان رغبتها في توسيع استثماراتها مع الولايات المتحدة، في خطوة تعكس عمق الشراكة بين الجانبين.
اتفاقيات تعزز الشراكة في مختلف المجالات
وشهدت العلاقات الثنائية توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين الجانبين، شملت مجالات السياسة والاقتصاد والتجارة والاستثمار والأمن، على مستوى الحكومات والقطاع الخاص، مما يجسد التزام قيادتي البلدين بتعميق التعاون وتوثيق أواصر الشراكة الاستراتيجية بما يخدم مصالحهما المشتركة.