بدعوة من الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، تم عقد لقاء في الرياض صباح اليوم الأربعاء، جمعه بالرئيس الأمريكي دونالد ترمب، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان (مشاركًا عبر اتصال هاتفي) والرئيس السوري أحمد الشرع.
وتناول اللقاء مستقبل الأوضاع في سوريا، وتأكيد أهمية استقرارها وسيادتها ووحدة أراضيها، وتحقيق الأمن والرخاء للشعب السوري، وكذلك بحث الأوضاع الإقليمية وأهمية العمل على إيجاد الحلول المناسبة لها.
وأعرب الرئيس أحمد الشرع عن شكره وتقديره لقرار الرئيس دونالد ترمب إزالة العقوبات عن سوريا، وأن هذا القرار سيفتح صفحة جديدة لتمكين إعادة بناء سوريا وإحياء اقتصادها والإسهام في تحقيق الأمن والاستقرار فيها.
كما أعرب عن شكره وتقديره للأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء والرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية على جهودهما في دعم سوريا وطلب رفع العقوبات عنها.
وتؤكد استضافة المملكة العربية السعودية للاجتماع الثلاثي (السعودي – السوري – الأمريكي) عمق الاحترام الدولي للمكانة القيادية للمملكة وحنكتها السياسية، وتعكس تقدير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدور الرياض المحوري في تشكيل توازنات المنطقة، ودعمها الدائم لمبادرات السلام والاستقرار، لا سيما تجاه الشعب السوري الشقيق.
وجاء هذا الاجتماع تتويجًا لتحركات دبلوماسية سعودية نشطة قادها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء لحث المجتمع الدولي على إعادة النظر في العقوبات المفروضة على سوريا، وهو ما تكلل بإعلان الرئيس الأمريكي رفع العقوبات استجابة لطلب مباشر من الأمير محمد بن سلمان، في خطوة تمثل انتصاراً إنسانياً وسياسياً للدبلوماسية السعودية.
وتُعد استضافة المملكة لهذا اللقاء التاريخي امتداداً لمسيرتها الراسخة في دعم استقرار الشرق الأوسط، وسعيها الدائم لإعادة سوريا إلى محيطها العربي، وترسيخ سيادتها ووحدة أراضيها ورفض كل أشكال التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية.
ولقي هذا التحرك السعودي ترحيباً واسعاً داخل سوريا، حيث عبّر السوريون عن امتنانهم لولي العهد لوساطته الكريمة وجهوده في تخفيف المعاناة السياسية والاقتصادية والإنسانية التي يرزح تحتها الشعب السوري منذ سنوات.
ومن المتوقع أن يُسهم رفع العقوبات، الذي تم بوساطة سعودية، في فتح آفاق جديدة أمام سوريا لتجاوز تحدياتها الاقتصادية وتعزيز أمنها واستقرارها، وهو ما من شأنه إنجاح مسار العملية الانتقالية ودعم الحكومة السورية في مرحلة التعافي وإعادة الإعمار.
كما تثمّن المملكة التوجهات الإيجابية للحكومة السورية، وعلى رأسها تبني نهج الحوار والانفتاح على مختلف مكونات الشعب السوري، والالتزام الجاد بمكافحة الإرهاب، وهو ما يعزز من فرص عودة سوريا كفاعل رئيسي في دعم منظومة الأمن الإقليمي العربي.
وتسعى المملكة جاهدة لتوحيد الجهود الإقليمية والدولية بشأن الملف السوري، عبر التنسيق الوثيق مع الجمهورية التركية ودول الجوار، لضمان تكامل المبادرات وتحقيق نتائج ملموسة تصب في مصلحة الشعب السوري وتخفف من آلامه.
وكانت المملكة من أوائل الدول التي دعمت الحكومة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، حيث كانت أول طائرة دولية تهبط في سوريا بعد سقوط النظام السابق سعودية، كما شهدت الأسابيع التالية زيارات دبلوماسية رفيعة من وفد سعودي في 22 ديسمبر 2024، تلاها زيارة وزير الخارجية في 24 يناير 2025، والذي أكد خلالها دعم المملكة الثابت لسوريا وشعبها.
وتواصل المملكة جهودها من خلال استضافتها لاجتماعات دولية كبرى حول سوريا، حضرها ممثلون عن الدول العربية والولايات المتحدة وأوروبا ومنظمات دولية، بهدف وضع خارطة طريق لمساندة الشعب السوري في مرحلة ما بعد الحرب وإعادة بناء بلاده على أسس من التوافق والدعم الدولي.
وتُعد استضافة الرياض للقاء التاريخي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس السوري أحمد الشرع، أول لقاء على هذا المستوى منذ أكثر من ربع قرن، دليلاً قاطعاً على نجاح المملكة في لعب دور الوسيط الدولي الفاعل، ودعمها الثابت لحكومة الشرع، وسعيها الدائم لإعادة سوريا إلى الساحة الدولية من بوابة الرياض.