بقلم: أ. ريم المطيري
“والله ما يردني إلا سلمان”—ليست مجرد عبارة شعبية تتردد في المجالس، بل تعبير صادق عن هيبة رجلٍ إذا قال فعل، وإذا وعد أوفى. هي كلمات تختزل في بساطتها عُمق الثقة التي يحظى بها الملك سلمان بن عبدالعزيز في قلوب السعوديين، ورمز الحزم الذي طبع مسيرته القيادية من الرياض إلى القمم العالمية.
عُرف الملك سلمان بن عبدالعزيز بالحزم في شخصيته منذ للقدم وبمواقفه العديدة أثناء توليه أمارة الرياض وبرز لما أصبح ملكاً كأنموذج للقيادة التي تمزج بين الحزم والحكمة، وبين الحضور السياسي اللافت والبعد الإنساني العميق. فمنذ أن تولى مقاليد الحكم عام 2015، ظهر جليًا أن المملكة تدخل عهدًا جديدًا، عنوانه: “لا مكان للتردد حين تحين ساعة القرار.”
يُعرف عن الملك سلمان إيمانه العميق بالثوابت الوطنية، ومعرفته العميقة بالتاريخ وتمسكه بهوية الدولة السعودية، ورؤيته الواضحة في أن الحزم ليس تشددًا، بل ضرورة لحماية أمن الوطن واستقراره. مواقفه في السياسة الداخلية والخارجية جسدت هذه الرؤية؛ بدءًا من عاصفة الحزم التي أكدت أن أمن الجوار العربي هو خط أحمر، مرورًا بإعادة هيكلة مؤسسات الدولة وتفعيل دور الشباب والمرأة، ووصولًا إلى دعم مشاريع التحول الوطني والرؤية الطموحة للمملكة 2030.
ولأن القادة يُعرفون بمواقفهم، فقد سجل التاريخ للملك سلمان مواقف فارقة في نصرة القضايا الإسلامية، ومواجهة التطرف، والدفاع عن وحدة الصف الخليجي والعربي. وفي كل موقف، كان صوته واضحًا، وقراره قاطعًا، وحضوره مهيبًا.
ولعل أبرز ما يميز شخصية الملك سلمان هو اتزانه بين الحزم والعاطفة؛ ففي الوقت الذي لا يتردد فيه في اتخاذ قرار حاسم، لا يغيب البعد الإنساني عن حضوره، سواء في استقباله لمواطنيه، أو اهتمامه بذوي الشهداء، أو حضوره الميداني في لحظات الأزمات وتأسيسه لجمعية إنسان لرعاية الأيتام أحد الشواهد ونصرته للمظلوم وإلا ما دارات على لسان الشعب عبارة: “والله ما يردني إلا سلمان” فهي:
ليست فقط تعبيرًا عن مكانته في النفوس، بل تعكس واقعًا ملموسًا لقائدٍ استطاع أن يجمع بين هيبة الدولة وحنان الأب، بين فطنة السياسي وصدق الإنسان. إنه الملك سلمان، رجل الحزم، وصوت القرار، وقلب الوطن النابض.