جهود السعودية لحل أزمة روسيا وأوكرانيا.. أنظار العالم تتجه إلى جدة بحثا عن السلام

المملكة العربية السعودية
المملكة العربية السعودية

مبادرات إنسانية وجهود كبيرة بذلتها المملكة العربية السعودية، لمحاولة الوصول لحل الأزمة الأوكرانية بالطرق الدبلوماسية والسياسية، بما يعزز السلم والأمن الدوليين، ويجنب العالم المزيد من التداعيات الإنسانية والأمنية والاقتصادية للأزمة.

اقرأ أيضا| ولي العهد يعزي الرئيس الصيني في ضحايا فيضانات بكين

وكانت المملكة من أوائل الدول المبادرة بالدعوة إلى وقف إطلاق النار، والعمل على حل سياسي للأزمة الروسية - الأوكرانية، وتقديم المساعدات الإنسانية لتخفيف الآثار الناجمة عن الحرب، ودعم اتفاق استئناف صادرات الأغذية، والتوسط لإطلاق وتبادل الأسرى والموقوفين.

قمم متفردة وثقة عالمية في السعودية

ومنذ الأيام الأولى للأزمة؛ أجرى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، اتصالات موسعة مع القيادتين الروسية والأوكرانية، وأبدى استعداد المملكة للقيام بمساعيها الحميدة للإسهام في الوصول إلى حل يفضي إلى سلام دائم، ودعمها لجميع الجهود والمبادرات الرامية للتخفيف من آثار الأزمة وتداعياتها الإنسانية.

السعودية عرضت مع بدء شرارة الحرب الأولى "وساطتها" لإنهاء النزاع، وفي 3 مارس 2022، تلقى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز اتصالاً هاتفياً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وجرى خلاله بحث العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السعودية "واس".

وأكد بن سلمان "دعم المملكة للجهود التي تؤدي إلى حل سياسي يؤدي إلى إنهائها، ويحقق الأمن والاستقرار، وأن المملكة على استعداد لبذل الجهود للوساطة بين كل الأطراف".

وفي اليوم نفسه، تلقى ولي العهد السعودي أيضاً اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وقالت وكالة الأنباء السعودية حينها، إنه جرى خلال الاتصال "بحث الأزمة في أوكرانيا".

بن سلمان - زيلينسكي
بن سلمان - زيلينسكي

وفي سبتمبر الماضي؛ نجحت جهود وساطة الأمير محمد بن سلمان، بإبرام صفقة تبادل أسرى بين الجانبين الروسي والأوكراني، أفرج خلالها على 10 سجناء أجانب أسروا في أوكرانيا.

وأتت تلك الخطوة حينها انطلاقاً من اهتمامات ولي العهد، واستمراراً لجهوده في تبني المبادرات الإنسانية تجاه الأزمة الروسية - الأوكرانية، وبفضل المساعي المستمرة له مع الدول ذات العلاقة.

روسيا تشكر السعودية

عقب ذلك؛ وردّاً على جهود المملكة لحل الأزمة الأوكرانية، أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، محادثة هاتفية مع وزير خارجية المملكة العربية السعودية فيصل بن فرحان آل سعود.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان آنذاك، إن الجانب الروسي أعرب عن امتنانه لقيادة المملكة العربية السعودية على موقفها البناء واستعدادها لبذل الجهود لإيجاد سبل لحل المشاكل المعقدة المرتبطة بالأزمة الأوكرانية.

وفي مارس الماضي، زار الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية السعودي، بتوجيه حكيم من القيادة السعودية، روسيا الاتحادية وأوكرانيا لتقريب وجهات النظر والعمل على حل الأزمة.

زيلينسكي في السعودية

وفي مايو الماضي، حضر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القمة العربية في السعودية، وتوجه بالشكر إلى المملكة على الدعم الذي قدمته لبلاده في الماضي.

وجدد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلال القمة عرض بلاده التوسط بين موسكو وكييف لإنهاء القتال الدائر.

ومرارا، شدد المسؤولون السعوديون على أن المملكة "تدعم خفض التصعيد في أوكرانيا والسعي نحو الحلول السياسية التفاوضية".

بوتين - بن سلمان
بوتين - بن سلمان

العالم في جدة بحثا عن السلام

وتستمر هذه الجهود، باستضافة المملكة العربية السعودية، اجتماعاً لمُستشاري الأمن الوطني وممثلي عدد من الدول بشأن الأزمة الأوكرانية في مدينة جدة، يوم غد السبت 18 محرم 1445هـ الموافق 5 أغسطس 2023م.

وتتطلع حكومة المملكة أن يسهم الاجتماع في تعزيز الحوار والتعاون من خلال تبادل الآراء والتنسيق والتباحث على المستوى الدولي حول السبل الكفيلة لحل الأزمة الروسية الأوكرانية.

وعبّر الرئيس الأوكراني، عن أمله في عقد قمة سلام هذا الخريف، وأن تكون المحادثات في السعودية هذا الأسبوع خطوة نحو تحقيق هذا الهدف.

وقال زيلينسكي لدبلوماسيين أوكرانيين في رسالة: "إن ما يقرب من 40 دولة ستشارك في الاجتماع بالسعودية، مضيفا: "نحن بحاجة إلى قرارات من أجل أوكرانيا، نحن بحاجة إلى انتصارات لأوكرانيا، في ساحة المعركة وفي العلاقات الدولية وفي دبلوماسيتنا".