المملكة تعلن ممر اقتصادي دولي وتوقع عشرات الاتفاقيات خلال زيارة ولي العهد للهند

الأمير محمد بن سلمان ولي العهد
الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد

تتويجًا لزيارة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، إلى الهند لحضور قمة مجموعة العشرين وقعت المملكة عددًا من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المشتركة مع عددًا من الدول المشاركة في القمة، فضلاً عن توقيع اتفاقية لإنشاء ممر اقتصادي عالمي.

خلال الزيارة الرسمية للهند، التقى الأمير محمد بن سلمان، عددًا من قادة مجموعة العشرين وزعماء الدول المشاركين في القمة، حيث التقى كلاً من رئيس البرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا، على هامش القمة التي عقدت يومي 9 و10 سبتمبر الجاري.

اقرأ أيضًا: ولي العهد: العلاقات بين المملكة والهند ذات منفعة متبادلة بين البلدين

وبعد انتهاء القمة، انطلقت الزيارة الرسمية لولي العهد، إلى الهند، والتقى ورئيس الهند دروبادي مورمو، ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي.

وفور وصول سمو ولي العهد، القصر الرئاسي (راشتر ابتي بهوان)، كان في استقباله رئيسة جمهورية الهند ودولة رئيس وزراء جمهورية الهند السيد ناريندرا مودي.

اللقاءات التي أجريت على هامش قمة العشرين، شهدت توقيع اتفاقيات تأسيس الممر الاقتصادي الذي يربط الهند والشرق الأوسط وأوروبا.

ممر اقتصادي يربط آسيا بأوروبا

وأعلن الأمير محمد بن سلمان، السبت الماضي، خلال قمة العشرين، عن توقيع اتفاقية لإنشاء ممر اقتصادي دولي جديد يربط الهند بالشرق الأوسط وأوروبا.

وأوضح ولي العهد أن الممر الاقتصادي العالمي سيسهم بتطوير البنى التحتية التي تشمل سككاً حديدية، وسيربط موانئ الشرق الأوسط وأوروبا والهند، وسيوفر فرص عمل طويلة الأمد.

وأعلنت المملكة، والولايات المتحدة الأمريكية، وجمهورية الهند، والإمارات العربية المتحدة، وجمهورية فرنسا، وجمهورية ألمانيا الاتحادية، وجمهورية إيطاليا، والاتحاد الأوروبي، عن توقيع مذكرة تفاهم بشأن مشروع إنشاء ممرٍ اقتصادي جديد يربط الهند والشرق الأوسط وأوروبا.

اقرأ أيضًا: ولي العهد يُعلن مع عدد من قادة العالم توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء ممر اقتصادي يربط الهند والشرق الأوسط وأوروبا

ويتكون مشروع الممر الاقتصادي العالمي الجديد من ممرين، أحدهما شرقي يربط الهند مع الخليج وآخر شمالي يربط الخليج بأوروبا.

يأتي إسهام المملكة في هذا المشروع انطلاقاً من موقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي يربط الشرق بالغرب ودورها الريادي عالميًا كمصدر موثوق للطاقة وما تمتلكه من ميزات تنافسية تجعل من مشاركتها في هذا المشروع محورية لإنجاحه.

ممرات عبور خضراء للقارات

وكانت حكومتا المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية أعلنت توقيع توقيع مذكرة تفاهم بين البلدين في 8 سبتمبر الجاري، تحدد أطر التعاون بينهما لوضع بروتوكولٍ يسهم في تأسيس ممرات عبور خضراء عابرةٍ للقارات، من خلال موقع المملكة الذي يربط قارتي آسيا بأوروبا.

ويستهدف المشروع تيسير عملية نقل الكهرباء المتجددة والهيدروجين النظيف عبر كابلات وخطوط أنابيب وكذلك إنشاء خطوط للسكك الحديدية.

المملكة توقع 49 اتفاقية مع الهند

عقب انتهاء قمة العشرين، انطلقت زيارة ولي العهد الرسمية إلى الهند، وشهد خلال فعاليات مجلس الشراكة الاستراتيجي السعودي الهندي، توقيع 49 اتفاقية تسهم في تعزيز العلاقات بين البلدين.

وخلال لقاء ولي العهد برئيس الوزراء الهندي، وقعا على اتفاقية مشتركة بين البلدين، وذلك بعد انتهاء جلسة المباحثات والتي بحثا خلالها فرص التعاون الثنائي، وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات.

تركزت الاتفاقيات التي وقعتها المملكة والهند، اليوم الاثنين، على مجالات الطاقة والبتروكيماويات والطاقة المتجددة والزراعة والصناعة، إضافة إلى المجالات الاجتماعية والثقافية.

وكانت المملكة أعلنت عام 2019، أنها تسعى إلى ضخ استثمارات في الهند بقيمة 100 مليار دولار، وذلك خلال زيارة ولي العهد إلى نيودلهي وتوقيع اتفاقية مجلس شراكة استراتيجي بين البلدين.

وتشمل الاتفاقيات الموقعة اليوم، بين المملكة والهند، اتفاقية بين وزارة الاستثمار السعودية وهيئة الاستثمار الهندية اتفاقية لتعزيز الاستثمار المشترك في عدة مجالات، واتفاقيات في قطاعات الطاقة والبتروكيماويات والطاقة المتجددة والزراعة والصناعة ومجالات اجتماعية وثقافية.

العلاقات بين المملكة والهند ذات منفعة متبادلة

وقال الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، اليوم الاثنين، إن العلاقات بين المملكة والهند ذات منفعة متبادلة بين البلدين، ونعمل معها على الفرص المستقبلية ونتعاون لبناء المستقبل، مضيفًا: "نعمل على تحقيق إنجازات واعدة في مجلس الأعمال السعودي - الهندي ونهنئ الهند على إدارة قمة (G20) والمبادرات المحققة".

وأضاف ولي العهد، أن الجالية الهندية لعبت دوراً كبيراً في النمو الاقتصادي بالمملكة، وتمثل 7% من التعداد السكاني والجالية الهندية جزءٌ من المملكة ونرعاهم مثل مواطنينا.

علاقات ممتدة لـ 7 عقود

تربط المملكة والهند علاقات تاريخية وطيدة تمتد لأكثر من 75 عاماً، عمل خلالها البلدان على تطوير علاقاتهما للوصول لمستوى الشراكة الاستراتيجية في مختلف المجالات السياسة والاقتصادية والتجارية والطاقة النظيفة.

ويبلغ عدد الشركات الهندية العاملة في المملكة أكثر من 400 شركة، في حين يبلغ عدد الشركات السعودية في الهند نحو 40 شركة.

وبلغت قيمة صادرات المملكة غير النفطية لجمهورية الهند 30,530,112,744 ريالًا سعوديًا خلال عام 2022م، في حين بلغت قيمة الواردات غير النفطية 34,476,299,291 ريالًا سعوديًا، وبلغ حجم الميزان التجاري للمملكة 3,946,186,547 ريالًا سعوديًا خلال عام 2022م.

وتمثلت أعلى القطاعات تصديرًا من المملكة في العام 2022م: البتروكيماويات، الخردة، المعادن الثمينة والمجوهرات، مواد البناء، الآلات الثقيلة والإلكترونيات، فيما تمثلت أعلى القطاعات استيراداً للمملكة من الهند في العام 2022م: المنتجات الغذائية، مواد البناء، البتروكيماويات، السيارات، الآلات الثقيلة والإلكترونيات.

اقرأ أيضًا: المملكة والهند.. 7 عقود من الشراكة الاستراتيجية والمصالح المشتركة

ويسهم الصندوق الصناعي السعودي في تمويل 8 مشاريع مشتركة بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الهندية بلغت قيمتها 208,481,000 ريال سعودي.