سياسي فرنسي لـ”الوئام”: الدبلوماسية السعودية ساعدت في تغيير موقف ماكرون تجاه غزة

الدبلوماسي الفرنسي السابق نيكولا نورماند
الدبلوماسي الفرنسي السابق نيكولا نورماند

خاص- الوئام

شهدت الأزمة الفلسطينية خلال الساعات الماضية تغيير العديد من المواقف الدولية التي وُصفت بالتحيز لإسرائيل، كان آخرها إقرار مجلس الأمن لهدنة إنسانية في غزة، بجانب تنديد فرنسا علنيًا بالتصرفات الإسرائيلية.

فمن جانبها، أكدت وزارة الخارجية الفرنسية أنه ليس من حق إسرائيل أن تقرّر مَن سيحكم غزة في المستقبل، كما ندّدت بأعمال العنف التي ينفّذها المستوطنون الإسرائيليون في الضفة الغربية، ووصفتها بأنها "سياسة إرهاب" تهدف إلى تهجير الفلسطينيين، وحثّت السلطات الإسرائيلية على حماية الفلسطينيين من العنف.

هل غيّرت فرنسا من سياستها؟

في السياق، يقول الدبلوماسي الفرنسي السابق، نيكولا نورماند، إن "هناك تغييرًا واضحًا في السياسة والتصريحات الفرنسية تجاه أزمة غزة الأخيرة، على مدار الأيام الأخيرة وبعد مرور ما يقرب من 40 يومًا من الصدام المباشر بين إسرائيل وحماس".

ويُضيف الدبلوماسي الفرنسي السابق، في حديث خاص لـ"الوئام"، أن "الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أصبح يطالب الآن ويدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار، وضرورة التوصل لتسوية عادلة وشاملة للأزمة في الشرق الأوسط".

ومنذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر، كرّر ماكرون دعمه لإسرائيل، تحت مظلة الدفاع عن النفس، لكنه تعرّض لضغوط دبلوماسية من السفراء في الشرق الأوسط، حسب ما كشفت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، التي أكدت أن عددًا من السفراء الفرنسيين وجهوا رسالة أعربوا فيها عن أسفهم لانحياز ماكرون لإسرائيل.

وأوضحت "لوفيغارو" أن "مذكرة السفراء الفرنسيين تعد خطوة غير مسبوقة في تاريخ فرنسا الدبلوماسي الحديث مع العالم العربي"، ويؤكد السفراء أن "موقف فرنسا المساند لإسرائيل منذ البداية، لا يحظى بالقبول في الشرق الأوسط، ويعد بمثابة قطيعة مع موقفنا المتسم تاريخيًّا بالتوازن بين الإسرائيليين والفلسطينيين".

الدبلوماسية السعودية

شكّلت الدبلوماسية السعودية على مدار الأسابيع الماضية، حجر زاوية في عملية الضغط العربي والإسلامي على الغرب وواشنطن والمجتمع الدولي من أجل عدم التحيز لانتهاكات إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني.

وهنا يرى الدبلوماسي الفرنسي السابق، نيكولا نورماند، أن "احتضان الرياض لعدد من القمم خلال الأيام الماضية، سواء عربية أو أفريقية أو إسلامية، شكّل توحيد للصف العربي أمام الأزمة الحالية، مما شكل ضغطًا ملحوظًا على صناع القرار في أوروبا، بجانب غضب الشارع الأوروبي من تحركات إسرائيل".

ويُضيف نورماند أن الضغط العربي بجانب الصحوة في الخارجية الفرنسية شكّلا عاملين أساسيين في تحسين إدارة ماكرون للملف الأهم في الشرق الأوسط؛ وكان ماكرون قال، في وقت سابق خلال مقابلة مع هيئة البث البريطانية "بي بي سي"، إن الأطفال والنساء وكبار السن (في قطاع غزة) يتعرضون للقصف و"لا شرعية لذلك".

وعلى المستوى السياسي والإنساني، لا تزال المملكة تبذل مزيدًا من الجهود لوقف الحرب في قطاع غزة، ودخول المساعدات الإنسانية إلى ما يقرب من اثنين ونصف مليون شخص داخل القطاع المحاصر.

كما تجاوز مبلغ التبرعات في الحملة الشعبية لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حاجز نصف المليار ريال من إجمالي عدد المتبرعين المشاركين في الحملة حتى الآن 805,764 متبرعًا، بعد أن أطلق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية حملة التبرعات لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، إنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي العهد.

إقرأ أيضًا:

قمم الرياض تعكس نجاح الدبلوماسية السعودية ومكانة المملكة إقليميًا ودوليًا

خطوة حكومية لدعم ومعالجة النظم الجغرافية بقطاع الزراعة