تشهدُ المملكة العربية السعودية تحولًا حكوميًا مُلهمًا نحوَ استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلفِ القطاعات، إيمانًا منها بأهمية هذه التقنيات في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز رفاهية المواطنين.
وتسعى الحكومة السعودية إلى الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءة الأداء، وتقديم خدمات أفضل للمواطنين والمقيمين، وتعزيز التنمية الاقتصادية، وزيادة الإنتاجية وخفض التكاليف، وخلق فرص عمل جديدة وتعزيز الابتكار والتنافسية، كما تخطط لإنشاء صندوق بقيمة 40 مليار دولار تقريباً (150 مليار ريال) للاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي.
مبادرات رائدة
“سدايا”
أُنشئت الهيئة السعودية للبيانات والذكاءِ الاصطناعي “سدايا” لتكون المرجع الوطنيَ في كل ما يتعلق بهما من تنظيم وتطوير وتعامل.
الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي
أطلقت السعودية عام 2020 استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي تهدف إلى تعزيز مكانة المملكة كمركز عالمي للذكاء الاصطناعي، وتطوير تطبيقات ذكية في مختلف القطاعات.
مركز الملك عبد العزيز للذكاء الاصطناعي
تم إنشاء مركز الملك عبد العزيز للذكاء الاصطناعي عام 2022 ليكون مركزًا رائدًا في مجال أبحاث وتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
منصة “سداد”
تُعدّ منصة “سداد” منصة حكومية موحدة للدفع الإلكتروني، وتستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة المستخدم وتحسين كفاءة العمليات.
منصة “أبشر”
تُعدّ منصة “أبشر” منصة حكومية موحدة لتقديم الخدمات الإلكترونية للمواطنين والمقيمين، وتستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقديم خدمات ذكية وفعالة، وتوفر أكثر من 800 خدمة إلكترونية متاحة.
برنامج “سند”
مبادرة أُطلقت عام 2020 تهدف إلى تدريب وتمكين المواطنين والمقيمين في مجال الذكاء الاصطناعي، ويهدف البرنامج إلى نشر ثقافة الذكاء الاصطناعي وتطوير مهارات المواطنين في هذا المجال، من خلال تقديم برامج تدريبية متنوعة تتناسب مع مختلف الاحتياجات والمستويات.
منصة “ذكاء”
هي منصة حكومية موحدة لتقديم الخدمات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، تهدف المنصة إلى تسهيل الوصول إلى الخدمات الحكومية وتحسين جودتها من خلال استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
الأولى عالمياً
حصدت السعودية المركز الأول عالميًا في مؤشر الاستراتيجية الحكومية للذكاء الاصطناعي، أحد مؤشرات التصنيف العالمي للذكاء الاصطناعي الصادر عن مؤسسة “Tortoise Intelligence.
وحقّقت نسبة 100% في معايير المؤشر، ممّا يُؤكّد تميّز استراتيجيتها الوطنية للذكاء الاصطناعي وفعالية خططها التنفيذية، ومن أبرزها: وجود استراتيجية وطنية مخصصة ومعتمدة للذكاء الاصطناعي، وجود جهة حكومية مخصصة للذكاء الاصطناعي، وهي الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، وتخصيص تمويل وميزانية خاصة للذكاء الاصطناعي وتحديد ومتابعة مستهدفات وطنية خاصة بالذكاء الاصطناعي.
فوائد التحوّل الحكومي للذكاء الاصطناعي
تحسين كفاءة الأداء
يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي أن تساعد في أتمتة العمليات، وتقليل الوقت اللازم لإنجاز المعاملات، وتحسين كفاءة تقديم الخدمات.
تعزيز الشفافية والمساءلة
بالمساعدة في الكشف عن الفساد، وتعزيز الشفافية في العمليات الحكومية، وتحسين المساءلة.
خدمات أفضل للمواطنين والمقيمين
عن طريق تقديم خدمات مخصصة وملائمة لاحتياجات المواطنين والمقيمين، وتحسين تجربة المستخدم.
تعزيز التنمية الاقتصادية
كما يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي أن تساعد في تحفيز الابتكار، وخلق فرص عمل جديدة، وتعزيز التنمية الاقتصادية.
مستقبلٌ واعدٌ
تُواصلُ المملكةُ العربيةُ السعوديةُ مسيرتَها المُلهمةَ في مجالِ التحولِ الحكوميِّ للذكاءِ الاصطناعيِ إيمانًا منها بأهمية هذهِ التقنيات في تحقيقِ مستقبل مُشرق للوطن والمواطن.
ومع ذلك، تواجه بعض التحديات في إدخال هذه التقنيات، مثل نقص الكوادر البشرية المؤهلة والافتقار إلى البنية التحتية اللازمة، يجب على الحكومة السعودية العمل على معالجة هذه التحديات لضمان الاستفادة القصوى من تقنيات الذكاء الاصطناعي.