الوئام- خاص
استمرّت وحدات إسرائيلية، تابعة لقوات الهندسة العسكرية بالجيش، في هدم منازل الفلسطينيين في قطاع غزة، بشكل متعمَّد، بما يرقى إلى “جريمة حرب” محتملة، وفقا لتقارير أممية.
تتزامَن عمليات هدم المنازل مع حملات مستمرّة لإخلاء الفلسطينيين من مناطق متعدّدة برفح؛ فما الذي تهدف له حكومة بنيامين نتنياهو مِن استمرار الهدم والإخلاء في الأراضي الفلسطينية؟
يقول سركيس أبوزيد، المحلل السياسي اللبناني والباحث بالشؤون الدولية: “هدم المنازل والاستيطان والاستيلاء بالقوة والقتل على الأرض، سياسة إسرائيلية قديمة منذ نشأتها في 1948؛ لأنها كيان يعتمد على نظرية تقول ’فلسطين أرض دون شعب’، وهي تُحاول أن تتخلّص مِن الشعب بمرور الوقت بالعديد مِن الطرق؛ أهمّها الإخلاء المستمر للمنازل”.
ويُضيف سركيس أبوزيد، في حديث خاص لـ”الوئام”: “المجازر والانتهاكات أعمال وتدابير مُستمرّة لهضم حق الفلسطينيين وأخذ أرضهم عنوة بالسجن والمنافي والقتل والاستهداف، وتعمل إسرائيل على تدمير أماكن وجود الفلسطينيين وتجمّعاتهم السكنية في باقي أحياء غزة ورفح للتخلّص منهم”.
ويوضّح المحلل السياسي أنّ “إسرائيل تراوغ بمسألة إبرام الهدنة في غزة وتطيل أمد الحرب، وضمن أهدافها الأساسية طرد الفلسطينيين مِن منازلهم وأراضيهم وقتل وتشريد وتهجير أكبر عدد ممكن من الشعب الفلسطيني، وجزء مِن مخططات الإزاحة الإسرائيلية للأرض الفلسطينية هو دفعهم نحو الأراضي المصرية وخارج أرض فلسطين”.
ويرى الباحث بالشؤون الدولية أنَّ “الإنسان عموما دون أرض وسكن ومأوى وخدمات لا يستطيع العيش والتكيّف لوقت طويل، وهذا هو هدف إسرائيل التي تُطبّق سياسة النَّفَس الطويل في تهجير الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم”.