تُعتبر الكيانات المتوسطة المدى من العناصر الأساسية التي أُنشئت بعد إطلاق رؤية المملكة 2030، إذ تُعد أدوات حيوية لتنفيذ الأهداف المرسومة في الرؤية بشكل فعال.
تمتاز هذه الكيانات بتنوع مجالاتها وقدرتها على التكيف مع الاحتياجات المتغيرة، مما يساهم في تحقيق تطلعات المملكة في مجالات متعددة مثل الاقتصاد، التعليم، الرعاية الصحية، والتنمية الاجتماعية.
على مدار السنوات الماضية، أدت الكيانات المتوسطة المدى دورًا فعّالًا في تعزيز مستوى التعاون بين القطاعات الحكومية والخاصة.
وقد ارتفعت إسهامات المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي الإجمالي إلى 28%، مع هدف الوصول إلى 35% بحلول عام 2030، ويُعزى هذا النمو الملحوظ، الذي تجاوز 200% منذ إطلاق الرؤية، إلى الدعم المتزايد لهذا القطاع الذي يُعتبر أحد الأعمدة الأساسية لرؤية 2030.
هذا التعاون المتزايد بين القطاعات أسهم في تكامل الجهود، مما سرّع وتيرة الإنجاز في المشاريع والمبادرات التي تستهدف تحقيق الأهداف الطموحة للرؤية.
لقد شهدت المملكة إنجازات ملحوظة في مجالات عدة، إذ حققت قفزات نوعية في تطوير البنية التحتية، تحسين خدمات التعليم، دعم الابتكار في القطاع الخاص، وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال.
تقدم رؤية 2030 العديد من الفرص وأدوات الدعم لأصحاب الأعمال الناشئة، ومن بين تلك الأدوات يأتي برنامج “تنمية القدرات البشرية” الذي يسعى لتمكين رواد الأعمال من المنافسة على مستوى عالمي من خلال تطوير المهارات الأساسية والمستقبلية وتعزيز ثقافة الابتكار.
كما تهدف الرؤية من خلال محور “اقتصاد مزدهر” إلى تطوير قطاعات اقتصادية جديدة، مما يتيح فرصًا أكبر للمشاريع الصغيرة والمتوسطة.
منشآت
أنشئت الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة “منشآت” في عام 2016، تهدف إلى تنظيم ودعم وتنمية هذا القطاع الحيوي وفقًا لأفضل الممارسات العالمية.
وتعمل الهيئة على رفع إنتاجية المنشآت وزيادة مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي، بالإضافة إلى تعزيز ثقافة العمل الحر وروح ريادة الأعمال.
تسعى الاستراتيجية إلى تحقيق أهداف طموحة حتى عام 2030 مثل مضاعفة الاستثمارات السنوية ثلاث مرات، وزيادة تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر لأكثر من 20 ضعف لتصل إلى 388 مليار ريال، وزيادة نسبة الاستثمارات من إجمالي الناتج المحلي.
وتُعد الكيانات المتوسطة المدى بمثابة محطات رئيسية في مسار رؤية 2030، ومن المتوقع أن تستمر هذه الكيانات في تعزيز التعاون والتكامل بين مختلف القطاعات، مما يضع المملكة على المسار الصحيح نحو بناء مستقبل مشرق ومستدام لكل أبناء الوطن.