الوئام – خاص
شهدت السعودية اليوم، لقاءً مهمًا بين وفدي الخارجية الأمريكي والروسي، لوضع تصورات قمة القرن التي ستجمع دونالد ترمب وفلاديمير بوتين على أرض المملكة تلبية للاقتراح السعودي بالتوسط بين الجانبين، وتقريب وجهات النظر في العديد من القضايا الخلافية.
مسارات جديدة
وأكد نبيل نجم الدين، الكاتب المتخصص في العلاقات الدولية، أن المملكة ترسم مسارات جديدة في السياسة والعلاقات الدولية، فقد استضافت الرياض لقاء تشاوريًا مهمًا بين وزيري الخارجية الأمريكي والروسي للتشاور ووضع التصورات النهائية لاستضافة قمة القرن بين بوتين وترمب تلبية لدعوة السعودية.
رؤية حكيمة
وأضاف نجم الدين في تصريحات خاصة لـ”الوئام”: إذا نحن هنا أمام دور جديد تلعبه المملكة على الساحة السياسية الدولية وهذا يرجع إلى الرؤية الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين، الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الوزراء.
النهج السعودي
ولفت إلى أن هذه الرؤية تتفق مع النهج الذي قامت عليه المملكة والمستمد من الشريعة الإسلامية والتي تدعو إلى الالتزام بالحوار والتفاوض لحل المنازعات والخلافات، وهذا ما يمكن التأسيس عليه لإنهاء العديد من القضايا السياسية الخلافية في المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والحرب في السودان وليبيا واليمن ولبنان وغيرها من المناطق المشتعلة.
وختم بقوله : إن استجابة بوتين وترمب للدعوة السعودية يعزز دور المملكة الاستراتيجي والفعال لحل مثل هذه القضايا بالطرق الدبلوماسية.
مرجعية تفاوضية
أما الكاتب والمحلل السياسي باداود محمد فال فيقول إن السعودية أصبحت مرجعية لحل كافة الخلافات الدولية ذات الطابع التفاوضي بناء على القوة الدبلوماسية التي اكتسبتها من تراكمات التجارب وقوة الطرح والوضوح في المواقف.
ويضيف فال في تصريجات خاصة لـ” الوئام” أن السعودية أقامت سياستها على السلام وعدم اللجوء إلى العنف في حل القضايا مهما كانت حساسيتها وبذلت لأجل ذلك جهودا جبارة جعلتها مرجعية تفاوضية لكل الدول المتصارعة وخلق جو تفاوضي بين العديد من الدول لحل الخلافات سلميًا.
مسار جديد
وأشار إلى أن السعودية تعمل على رسم خط تفاوضي لحل القضية الفلسطينية بشكل يتناسب مع طموح الفلسطينيين للاعتراف بدولة فلسطين مستقلة.
وتبني السعودية طرحها لحل القضية على ثنائية الأحقية التاريخية للفلسطينين في إقامة دولتهم المستقلة على أرضهم من جهة والوضع القائم على الأرض من جهة أخرى دون إغفال المواقف الدولية المتباينة حول القضية.
ولفت إلى أن السعودية حشدت مواقف دولية لا يستهان بها لأجل تنفيذ حل الدولتين وضغطت بدبلوماسيتها الناعمة لفرض الحل بأسلوب وصيغة ترضي كافة الأطراف مع أخذ الحق الفلسطيني بالإعتبار.
وختم بقوله : وحسب المعطيات الميدانية فإن العالم بدأ يتجه إلى تبني الطرح السعودي والضغط على الطرفين للقبول به، ما يعني نجاحا منقطع النظير للدبلوماسية السعودية.