حذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من تصاعد استخدام الطائرات المسيّرة من قِبل أطراف النزاع في السودان لاستهداف المستشفيات، وشبكات الكهرباء، والبُنى التحتية للمياه، ما يُسهم في تفاقم انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد.
وقال باتريك يوسف، المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر في إفريقيا، في تقرير جديد من جنيف، إن نحو 70 إلى 80% من المستشفيات في السودان خارج الخدمة، في وقتٍ تتزايد فيه المخاوف من تفشي الكوليرا بسبب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للمياه نتيجة الحرب.
وأضاف يوسف: “هاجمت طائرة مسيّرة مؤخرًا منطقة قُرب الخرطوم وأوقفت بشكلٍ كامل إمدادات الكهرباء، مما يعني أن البنية التحتية الحيوية تتعرض لأضرار مباشرة”. وأشار إلى أن “الانتشار المتزايد لهذه التقنية – الطائرات المسيّرة – بين مختلف الأطراف، يزيد من تأثير الهجمات على السكان المحليين ويُفاقم حدتها”.
وبعد مرور عامين على اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بدأت أعداد من النازحين بالعودة تدريجياً إلى الخرطوم، بعدما اضطروا للفرار إثر اندلاع الصراع في 15 أبريل 2023 على خلفية التنافس على السلطة قبيل انتقال مرتقب إلى الحكم المدني.
وقد تسبب النزاع في نزوح نحو 12 مليون شخص منذ عام 2023، فيما تواجه منظمات الإغاثة تحديات متزايدة في إيصال المساعدات.
ودعا يوسف طرفي النزاع إلى السماح بوصول فرق الصليب الأحمر لتقديم الدعم الإنساني وتوثيق الانتهاكات، مؤكدًا أن “القانون يُنتهك من كافة الجهات”.
وكانت منظمات إنسانية قد أفادت في مارس الماضي بأن قوات الدعم السريع فرضت قيودًا جديدة على إيصال المساعدات إلى المناطق التي تسعى لتعزيز سيطرتها فيها، كما اتهمت الجيش بعرقلة وصول الإغاثة إلى المناطق الخاضعة لسيطرة “الدعم السريع”. إلا أن كلا الطرفين نفى الاتهامات المتعلقة بإعاقة المساعدات.