الدكتورة ميادة غانم – استشاري الصحة النفسية والدعم النفسي
الطمأنينة ليست حظًا عشوائيًا، وليست حكرًا على من لا يمرون بالتحديات، بل هي قرار داخلي ومهارة يمكن تدريب العقل عليها، كما ندرّب أجسامنا على اللياقة، وقلوبنا على التسامح.
التوتر ليس عدواً.. لكنه إشارة
حين نفهم التوتر كإشارة، لا كعدو، يبدأ التغيير. التوتر لا يأتي ليزعجنا فقط، بل ليخبرنا أن هناك شيئًا غير متوازن. ربما نضغط أنفسنا أكثر من اللازم، نعيش في المستقبل، أو نُحمّل أنفسنا ما لا طاقة لنا به. سماع هذه الإشارات هو أول طريق الراحة.
الطمأنينة لا تعني غياب المشاكل.. بل حضور التوازن
الطمأنينة هي أن تقول لنفسك: “مهما حدث، سأتعامل”. هي ثقة داخلية تُبنى بالتدريب، وبالحديث اللطيف مع الذات، وبمعرفة أن المشاعر المتعبة لا تبقى، وأن الإنسان أقوى مما يتخيل.
كيف ندرب عقولنا على الراحة؟
راقب أفكارك دون أن تحكم عليها
درّب نفسك أن تلاحظ أفكارك كأنك تشاهدها على شاشة. لا تصدّق كل ما يُقال في ذهنك. ليس كل قلقك واقعي، وليس كل خوفك سيحدث.
الراحة تبدأ بالانتباه لهذه الإشارات الجسدية
عندما نُصغي لأجسادنا، ونعطيها ما تحتاجه من راحة ونوم وتغذية وحركة، نمنح عقولنا بيئة آمنة للتوازن الجسد لا يكذب، وهو غالبًا ما يسبق العقل في التعبير عن التوتر. هل تؤلمك معدتك كثيرًا؟ هل تشعر بثقل في صدرك؟ هل تنام متقطعًا؟
حرّر نفسك من الحاجة للسيطرة الكاملة
جزء كبير من توترنا يأتي من رغبتنا في أن تسير الأمور كما نخطط تمامًا.
حين نتقبّل أن هناك أشياء خارجة عن إرادتنا، ونمارس “التسليم الواعي”، نُفرج عن عقولنا من ثقل لا ضرورة له.
الطمأنينة ليست في إحكام السيطرة، بل في الثقة بأننا قادرون على التعامل مع ما سيأتي، أياً كان.
تقبّل ما لا يمكنك تغييره، وغيّر ما يمكنك تغييره:
العقل الذي يدرك الفرق بين الاثنين هو عقل أكثر راحة، لأنه لا يضيع طاقته في معارك خاسرة.
اختر لغة جديدة مع نفسك
بدلًا من “أنا ضعيف” قل: “أنا أتعلم”، بدل “دائمًا أفشل” قل: “ما زلت في الطريق”. الراحة تبدأ من نبرة صوتك الداخلي، وبدأ اليوم بخطوة صغيرة، وسترى كيف تتحول لحظات القلق إلى مساحات راحه تسعد القلب.