قال الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس، إن قصفا نفذته إحدى دباباته في قطاع غزة أسفر عن مقتل موظف في الأمم المتحدة الشهر الماضي، مرجحا أن الحادث وقع نتيجة الاشتباه بوجود مسلحين داخل مبنى لم يتم التعرف عليه كموقع تابع للمنظمة الدولية.
وجاء في بيان للجيش أن “التحقيق الأولي أظهر أن المبنى تعرض للقصف من قبل دبابة تابعة لجيش الدفاع كانت تنفذ عمليات عسكرية في المنطقة”، مشيرا إلى أن القوات “لم تتعرف على المبنى كموقع تابع للأمم المتحدة في حينه”.
وأضاف البيان أن “التحقيق في الحادثة لا يزال جاريًا من قبل آلية التحقيق التابعة لهيئة الأركان، برئاسة الميجور جنرال (احتياط) يؤاف هار إيفن، وقد عُرضت نتائجه الأولية على رئيس الأركان إيال زامير وممثلي الأمم المتحدة”.
وأبلغت الأمم المتحدة السلطات الإسرائيلية في 19 مارس بمقتل أحد موظفيها أثناء تواجده داخل منشأة أممية في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
ولم تكشف المنظمة بعد عن هوية الضحية أو طبيعة المهمة التي كان يؤديها لحظة القصف.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه “يأسف لمقتل الموظف الأممي غير المتعمد”، مضيفًا أنه يشارك عائلته “الحزن والأسى”، وأنه ملتزم بـ”استكمال التحقيق خلال الأيام المقبلة ومشاركة نتائجه مع الأمم المتحدة فور الانتهاء منها”.
ويشهد قطاع غزة عمليات عسكرية مكثفة منذ شهور، فيما تقول إسرائيل إن مقاتلي حماس يستخدمون البنية التحتية المدنية، بما في ذلك منشآت الأمم المتحدة، لتنفيذ هجمات أو الاختباء من الضربات الجوية. وتنفي حركة حماس استخدام المقرات الإنسانية لأغراض عسكرية.
ويتعرض الجيش الإسرائيلي لانتقادات متزايدة من منظمات حقوقية دولية تتهمه بالفشل في حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، في وقت يتواصل فيه القتال في مناطق مختلفة من القطاع، خاصة في المناطق الوسطى والجنوبية.
وقال الجيش في بيانه إنه “يواصل مراجعة الإجراءات الميدانية والتنسيق مع الجهات الدولية لمنع تكرار مثل هذه الحوادث”، مؤكدًا التزامه بـ”الشفافية والحوار مع المنظمات الإنسانية العاملة في غزة”.
ولم يصدر تعليق فوري من جانب الأمم المتحدة حول نتائج التحقيق الأولية، لكن مسؤوليها دعوا في وقت سابق إلى فتح تحقيق مستقل في الحادثة، وطالبوا إسرائيل بتقديم ضمانات لسلامة موظفي الإغاثة في مناطق النزاع.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 180 من موظفيها قتلوا منذ بدء الحرب في غزة، وهو أعلى عدد من الضحايا في صفوف طواقمها في نزاع واحد، وفقًا لما أعلنته المنظمة مطلع الشهر الجاري.