الطرح المبين في الاعتزاز برؤية 2030

عبدالرحمن بن عبيد السدر
عبدالرحمن بن عبيد السدر

إن من مواطن الفخر الاعتزاز بالوطن ومنجزاته، وأن تتحقق المواطنة الصالحة وما يترتب عليها من حقوق وواجبات نحو ولاة الأمر، وتأدية الحقوق الشرعية لهم، وكذلك نحو الوطن بما يحتويه من أفراد ومقومات، فالمواطنة نابعة من عقيدة الإسلام، وتحقيق الانتماء الوطني الذي تظهر فيه القيم والمبادئ، والمحبة والإيثار، والافتخار والتضحية، والإعانة الصادقة، وطاعة ولاة الأمور وفق المنهج الشرعي، والدعاء لهم، وإعانتهم والنصح لهم، وعدم نشر الشائعات، والتحذير ممن يخالف هذا المنهج، والوقوف ضدهم، وأن يكون الجميع صفاً منيعاً مع قيادتهم ضد من عاداهم.

وإن ما تحقق لهذا الوطن العظيم من نعم كبيرة، هي نعمة الولاية الراشدة التي حملت على عاتقها خدمة الإسلام والمسلمين، والقيام بشؤونهم، ورعاية مصالحهم، ونشر القرآن والسنة، وتطبيقهما دستوراً ومنهجاً لهذه البلاد الطاهرة، منذ قيامها على يد المؤسس الباني الملك عبد العزيز ــ طيب الله ثراه ــ ومروراً بعهد أبنائه الميامين ــ رحمهم الله ــ، ووصولاً إلى هذا العهد المبارك عهد ولي أمرنا، وقائد نهضتنا الملك سلمان بن عبدالعزيز ــ أعزه الله وحفظه ــ، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان ــ حفظه الله ورعاه ــ فلله الفضل من قبل ومن بعد.

وإن من الإنجازات التي برزت وظهرت آثارها رفعة للوطن، وخدمة للمواطن رؤية المملكة 2030 فهي رؤية مستقبلية، تحمل في طياتها الخير الكثير، لشعب طموح لا يرضى باليسير، وازدهار مجتمع يرفض التقليد، واقتصادٍ في نمو متسارع تحت ظل قيادة رشيدة تعمل ــ ليل نهار ــ في وطن العز والشموخ.

فرؤية المملكة 2030 التي أطلقها وأشرف عليها مجدد البناء، وقائد منظومة التطوير والتخطيط والتغيير سيدي سمو ولي العهد فهي تتمركز على ثلاثة محاور وهي:

الأول: المجتمع الحيوي، وتحسين جودة الحياة التي تشمل القيم الدينية الراسخة، والعقيدة الإسلامية، والبيئة الجميلة لسكان هذا الوطن العظيم، والتشييد المتين من الرعاية والتطوير، وبناء مجتمع قوي ومنتج.

الثاني: الاقتصاد المزدهر من توسيع الأنشطة التجارية والاقتصادية، وخلق فرص العمل لأبناء الوطن من الجنسين، وتعزيز الشراكات، والاستفادة من الفرص الاستثمارية داخلياً وخارجياً، ورفع التنافسية الجاذبة بما يسهم في رفع الاقتصاد، وتعد بلادنا من أقوى 20 اقتصاداً على مستوى العالم، وتطمح للتقدم في 2030، ووفقاً للبنك الدولي فقد نجحت المملكة اعتباراً من عام 2020 في التقدم 30 مركزاً في مؤشر سهولة ممارسة الأعمال لعام 2020 التابع للبنك الدولي، ويعود الفضل في ذلك إلى الإشراف المباشر من سموه والإصلاحات الاقتصادية في الرؤية الطموحة 2030.

الثالث: الوطن الطموح ويتمحور في دولة طموحة فاعلة، ومتطورة، وداعمة للتطوير، ومواكبة للتطلعات، ومواجهة للتحديات، تخطط وتعمل، وفق معايير عالمية، متسمة بالوضوح والشفافية، تغتنم الفرص، معتمدة بعد الله على أبنائها في العمارة والتشييد، والتفكير والإنتاج، وفق خطط استراتيجية مرسومة، ولتحقيق ذلك وضع برنامج التحول الوطني لتعزيز الكفاءة التشغيلية.

فتمت هذه الرؤية المباركة منطلقة من حرص القيادة الرشيدة على توفير الممكنات، وتذليل المعوقات، وتوجيه خادم الحرمين الشريفين الذي يعد الأساس فقد قال أمد الله في عمره على طاعته: " لقــد وضعــت نصــب عينـي، منــذ أن تشرفــت بتولــي مقاليــد الحكــم، الســعي نحــو التنميــة الشــاملة مــن منطلــق ثوابتنا الشرعيــة، وتوظيــف إمكانــات بلادنــا وطاقاتهــا، والاســتفادة مــن موقــع بلادنـا ومــا تتميـز بــه مــن ثــروات وميـزات، لتحقيــق مســتقبل أفضــل للوطــن وأبنائــه، مــع التمســك بعقيدتنــا الصافيــة، والمحافظــة علــى أصالــة مجتمعنــا وثوابته ".

والإشراف المباشر من عرابها والمتابعة اللحظية لأعمالها من سمو الأمير محمد بن سلمان ــ حفظه الله ورعاه ــ فقد قال: " طموحنــا أن نبني وطنـاً أكثـر ازدهــاراً يجــد فيــه كل مواطــن مــا يتمنــاه، فمســتقبل وطننا الذي نبنيــه معــاً لــن نقبــل إلا أن نجعلــه فــي مقدمــة دول العالــم، بالتعليــم والتأهيــل، بالفــرص التي تتــاح للجميــع، والخدمــات المتطــورة، فــي التوظيــف والرعايــة الصحيّــة والســكن والترفيه وغيـره ".

فتم العمل على ما يلي:

  1. وضع الخطط ورسم المعالم والتوجهات والاعتماد للتنفيذ من خلال مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.
  2. تطوير الاستراتيجيات من خلال اللجنة الاستشارية بالمجلس وإدارة المشروعات ووزارة الاقتصاد والتخطيط ومركز الإنجاز والتدخل السريع.
  3. الإنجاز من خلال الجهات المنفذة والمركز الوطني لقياس أداء الأجهزة العامة ومعالجة ما يستجد من إشكاليات تحول دون تنفيذ الرؤية بشكل صحيح من خلال آلية التصعيد.

 

وما أوردته من معلومات تمهيدية عن هذه الرؤية الواعدة الطموحة يتضح من خلالها العديد من الإيجابيات العظيمة لهذا الكيان العظيم بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسموه عهده الأمين فمن هذه الإيجابيات:

 

  1. اهتمام القيادة أعزها الله بنمو وتطوير الوطن وراحة المواطن ورفاهيته.
  2. رفع كفاءة الأجهزة الحكومية.
  3. التوسع في المجالات وخلق بيئات عمل جاذبة.
  4. العمل وفق رؤية واعدة وطموحة.
  5. حوكمة العمليات وتحقيق العدالة.
  6. اكتشاف الثروات الطبيعية الموجودة في بلادنا.
  7. الشفافية والوضوح.
  8. الانفتاح العالمي بما يتوافق مع عقيدتنا السمحة، وتراثنا الأصيل.
  9. الشعور بالمسؤولية وإشراك أبناء الوطن في التنمية والقدرة على التنافس داخليا ًوخارجياً.
  10. رفع الوعي المجتمعي في أهمية تنويع مصادر الدخل.

 

فكان تركيز رؤية 2030 في مرحلتها الأولى بعد مرور خمس سنوات من إطلاقها على:

 

  1. التأسيس للبنية التحتية.
  2. بناء الهياكل المؤسسية والتشريعية.
  3. رسم السياسات العامة وتمكين المبادرات.

 

والمرحلة التالية:

  1. الاستمرار في تطوير القطاعات الواعدة والجديدة.
  2. دفع عجله الإنجاز في تنفيذ برامج تحقيق الرؤية.
  3. تسهيل بيئة الأعمال.
  4. دعم المحتوى المحلي للرفع من إسهامه في التنمية الاقتصادية في المملكة.
  5. تعزيز دور المواطن والقطاع الخاص في تحقيق الرؤية.
  6. توظيف القدرات واستثمار الإمكانيات لتحقيق المزيد من النجاح والتقدم.

 

وقد قال سمو ولي العهد ــ حفظه الله ورعاه ــ : " لا يزال هناك الكثير الذي يتوجب القيام به على مختلف الأصعدة، لاستمرار العمل على تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 على النحو المأمول والمطلوب".

فرؤية المملكة 2030 التي شملت كافة الأعمال الاقتصادية والاجتماعية والتطويرية والترفيهية والرياضية والسياحية والصناعية والزراعية والتقنية، ورسم خارطة طريق لنهضة وطن من أعظم الأوطان، بأيدي أبنائه، وتحت توجيهات قيادته الحكيمة، فغدت الطموحات واقعاً ملموساً يشاهده العيان، وإني في هذا الاستطراد المتنوع، والسرد المتدفق، لا أستطيع أن ألم بكل جوانب هذه الرؤية الطموحة أو التعريج على برامجها وأهدافها بشكل دقيق ومفصل، وإنما هي إلماحة تمتلئ بالفخر والاعتزاز نحو هذا الوطن الشامخ، وهذه الولاية الراشدة الصالحة الحكيمة، وحق على هذا الشعب العظيم بوفائه وانتمائه، أن يشارك في نهضة وطنه من خلال تنفيذ هذه الرؤية الواعدة لنهضة وطن ورفاهية شعب.

زاد الله ولاة أمرنا حفظاً وعناية، ووطننا رفعةً وشموخاً، وزادنا من واسع فضله وجميل عطاياه، إن ربي سميع مجيب.