د. عبدالله الكعيد
إعلامي وكاتب، قدّم برنامج العيون الساهرة في التلفزيون السعودي، صدر له سبعة مؤلفات، يحمل سبع أوسمة وأنواط أحدها نوط الابتكار
كان فعل ماضي
وكان في مقر ادارات المرور طوابير من البشر
وفي مباني ادارات الجوازات طوابير
وأيام طيب الذكر صندوق التنمية العقاري أيضا طوابير
ومكتب الاستقدام يصطف الناس طوابير في مبنى وزارة الداخلية من بعد صلاة الفجر، وحتى أمام شبابيك البنوك التجارية
هكذا كان المشهد في معظم الأجهزة الخدمية
القاسم المشترك في كل تلك الطوابير ذلك الملف العلاّقي الأخضر الذي يتأبطه الناس. ومن أجل تلافي الوقوف في تلك الطوابير وحفاظاً على أوقات من يهمهم الوقت لجأوا الى من يُسمى بــ(المعقب)هو رجل متفرّغ يذرع ممرات وأسياب الوزارات والإدارات من اللحظة التي تُفتح فيها الأبواب.
لا يعرف أحد أو ربما هم يعرفون لكنهم لا يُصرحون بقدرات ذلك الرجل الذي يُنجز ما لا يستطيعون إنجازه.
ما علينا.
في منصة انترنتيّة شهيرة قرأت في تعريف أحدهم عن نفسه بأنه يستطيع انجاز “اعذار طبية سك ليف (هكذا كتبها) للمدني والعسكري. تواريخ قديمة أو تواريخ جديدة. أعذار حكومية وقطاع خاص”
تمتد تلك الخدمات الى ما هو أشمل، مثل تقارير طبية وبالتحديد عمليات جراحية مزيفة. الحصول على إجازات مرضيّة معتمدة وموثّقة. وحتى يرفع معقّبنا الهمام خدماته الى مستوى (الخمس نجوم) يُؤكّد أن بإمكانه استخراج موافقة على أكثر من إجازة في الشهر الواحد وكمان (حسب كلامه) تنزل في تطبيق صحتي بأقل من ساعة!
أُدرك ان كل هذا (الخرطي) ربما يكون فاتحة لرحلة نصب قد تطول يقع فيها بعض السذّج ممن لا زالوا يقبعون في أحضان (كان) الماضي.
السؤال كيف يجرؤ هؤلاء على التصريح عن فسادهم وإفسادهم علناً وعلى رؤوس الأشهاد؟